4930 - ( إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 605 :
$موضوع$
وقد روي من حديث أبي سعيد الخدري ، وعبدالله بن مسعود ، وسهل بن حنيف ، والحسن البصري مرسلاً .
1-
أما حديث أبي سعيد ؛ فله عنه طريقان :
الأولى : عن علي بن زيد نضرة عن أبي سعيد مرفوعاً به .
أخرجه ابن عدي (ق 309/ 1) ، وعنه ابن عساكر في "التاريخ" (16/ 362/ 1) .
وأشار ابن عدي إلى أنه حديث منكر ، وقد أورده في مناكير علي بن زيد بن جدعان (286/ 1-2) بزيادة في آخره ؛ نصها :
فقام إليه رجل من الأنصار - وهو يخطب - بالسيف . فقال أبو سعيد : ما تصنع ؟! فقال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول ...
فذكر الحديث . فقال له أبو سعيد : إنا قد سمعنا ما سمعت ، ولكنا نكره أن
نسل السيف على عهد عمر حتى نستأمره ، فكتبوا إلى عمر في ذلك ، فجاء موته
قبل أن تخرجوا به .
قلت : وعلي بن زيد - وهو ابن جدعان - متفق على تضعيفه لسوء حفظه . بل قال ابن حبان فيه :
"يهم ويخطىء ، فكثر ذلك منه ، فاستحق الترك" .
وهذا الحديث يدل على أنه كما قال فيه يزيد بن زريع :
"لم أحمل عنه ؛ فإنه كان رافضياً" . وقال الحافظ في آخر ترجمته من "التهذيب" :
"وهذا الحديث أنكر ما حدث به ابن جدعان" .
قلت : والزيادة التي ذكرناها تؤكد بطلانه ؛ إذ لا يعقل أن
يكون أبو سعيد سمع الحديث عن النبي صلي الله عليه وسلم كما سمعه ذلك
الأنصاري ، ثم يبادر إلى الإنكار عليه حينما أراد تنفيذ الأمر بقتل معاوية
رضي الله عنه حين رآه على المنبر ، محتجاً على ذلك بقوله :
ولكنا نكره أن نسل على عهد عمر ...
وإنما تنفق مثل
هذه الحجة فيما إذا لم يكن هناك نص خاص منه صلي الله عليه وسلم بقتل شخص
معين ، أما والمفروض أنه صلي الله عليه وسلم قال :
"إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه" ؛ فلا وجه لتلك الكراهة !
لكن الزيادة المذكورة تؤكد - كما ذكرنا - بطلان الحديث ؛ إذ
إنه قد ثبت أن معاوية رضي الله عنه خطب على المنبر ، فلم لم يقتلوه إن كان
رسول الله صلي الله عليه وسلم قد قاله ؟!
وسيأتي قول ابن عدي الذي نقله عنه السيوطي بهذا المعنى قريباً إن شاء الله تعالى .
والطريق الأخرى : عن مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد به .
أخرجه ابن عدي (397/ 2) من طريق بشر بن عبدالوهاب الدمشقي حدثنا محمد بن بشر : حدثنا مجالد ... وقال :
قال ابن بشر : فما فعلوا ! وقال ابن عدي عقبه :
"لا أعلم يرويه عن أبي الوداك غير مجالد ، وعنه ابن بشر .
وقد رواه غير ابن بشر عن مجالد . ومجالد له عن الشعبي عن جابر أحاديث صالحة
، وقد روى عنه غير الشعبي ، ولكن أكثر روايته عنه ؛ وعامة ما يرويه غير
محفوظ" .
قلت : وحال مجالد في الضعف ؛ نحو علي بن زيد بن جدعان .
وقد ساق حديثهما هذا ابن الجوزي في "الموضوعات" ، وقال :
"مجالد وعلي ؛ ليسا بشيء" .
وأقره السيوطي في "اللآلىء" (1/ 221) ، وكذا ابن عراق في
"تنزيه الشريعة" (2/ 8) ، ولكنه استظهر أن الآفة ممن دون مجالد ، وهذا
محتمل بالنسبة لهذه الطريق ؛ فإن بشر بن عبدالوهاب الدمشقي ؛ الظاهر أنه
بشر بن عبدالوهاب الأموي الذي اتهمه الذهبي بوضع حديث مسلسل العيد .
وأما الطريق التي عناها ابن عراق - وهي التي ساقها ابن
الجوزي - ؛ فهي عنده من رواية ابن عدي أيضاً : أنبأنا علي بن العباس :
حدثنا علي بن المثنى : حدثنا الوليد بن القاسم عن مجالد به .
قلت : فهذا الإسناد ليس فيه من هو أولى بتعصيب الآفة من
مجالد ؛ فإن الوليد بن القاسم - وهو الهمداني الكوفي - ؛ وثقه أحمد ، وابن
عدي ، وابن حبان . وقال ابن معين :
"ضعيف الحديث" .
وأورده ابن حبان في "الضعفاء" أيضاً ! فقال :
"انفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات ؛ فخرج عن حد الاحتجاج بأفراده" ! وقال الحافظ :
"صدوق يخطىء" .
وعلي بن المثنى - وهو الطهوي - ؛ روى عنه جماعة من الثقات ، وذكره ابن حبان في "الثقات" .
لكن أشار ابن عدي إلى ضعفه ؛ كما في "التهذيب" . وقال في "التقريب" :
"مقبول" .
وعلي بن العباس : هو المقانعي ؛ كما في ترجمة ابن المثنى من "التهذيب" ، وقد أورده السمعاني في هذه النسبة . وقال :
"يروي عن محمد بن مروان الكوفي وغيره ، روى عنه أبو بكر بن المقري ، ومات بعد شوال سنة ست وثلاث مئة" .
فهو من الشيوخ المستورين . والله أعلم .
2-
وأما حديث ابن مسعود ؛ فيرويه عباد بن يعقوب : حدثنا الحكم بن ظهير عن عاصم عن زر عنه مرفوعاً .
أخرجه ابن عدي (ق 67/ 1) ، وعنه ابن عساكر : أخبرنا علي بن العباس : حدثنا عباد بن يعقوب به .
ساقه ابن عدي في جملة أحاديث مستنكرة للحكم بن ظهير . وقال :
"وللحكم غير ما ذكرنا من الحديث ، وعامة أحاديثه غير محفوظة" . وروى عن ابن معين أنه قال فيه :
"ليس بثقة" . وفي رواية عنه :
"كذاب" . وقال ابن الجوزي :
"موضوع . عباد رافضي . والحكم متروك كذاب" .
وأقره السيوطي ؛ وابن عراق .