الخميس، 18 أكتوبر 2012

إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه

نشر في :
4930 - ( إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه ) . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 605 : $موضوع$ وقد روي من حديث أبي سعيد الخدري ، وعبدالله بن مسعود ، وسهل بن حنيف ، والحسن البصري مرسلاً .
1-
أما حديث أبي سعيد ؛ فله عنه طريقان : الأولى : عن علي بن زيد نضرة عن أبي سعيد مرفوعاً به . أخرجه ابن عدي (ق 309/ 1) ، وعنه ابن عساكر في "التاريخ" (16/ 362/ 1) . وأشار ابن عدي إلى أنه حديث منكر ، وقد أورده في مناكير علي بن زيد بن جدعان (286/ 1-2) بزيادة في آخره ؛ نصها : فقام إليه رجل من الأنصار - وهو يخطب - بالسيف . فقال أبو سعيد : ما تصنع ؟! فقال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول ... فذكر الحديث . فقال له أبو سعيد : إنا قد سمعنا ما سمعت ، ولكنا نكره أن نسل السيف على عهد عمر حتى نستأمره ، فكتبوا إلى عمر في ذلك ، فجاء موته قبل أن تخرجوا به . قلت : وعلي بن زيد - وهو ابن جدعان - متفق على تضعيفه لسوء حفظه . بل قال ابن حبان فيه : "يهم ويخطىء ، فكثر ذلك منه ، فاستحق الترك" . وهذا الحديث يدل على أنه كما قال فيه يزيد بن زريع : "لم أحمل عنه ؛ فإنه كان رافضياً" . وقال الحافظ في آخر ترجمته من "التهذيب" : "وهذا الحديث أنكر ما حدث به ابن جدعان" . قلت : والزيادة التي ذكرناها تؤكد بطلانه ؛ إذ لا يعقل أن يكون أبو سعيد سمع الحديث عن النبي صلي الله عليه وسلم كما سمعه ذلك الأنصاري ، ثم يبادر إلى الإنكار عليه حينما أراد تنفيذ الأمر بقتل معاوية رضي الله عنه حين رآه على المنبر ، محتجاً على ذلك بقوله : ولكنا نكره أن نسل على عهد عمر ...

وإنما تنفق مثل هذه الحجة فيما إذا لم يكن هناك نص خاص منه صلي الله عليه وسلم بقتل شخص معين ، أما والمفروض أنه صلي الله عليه وسلم قال : "إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه" ؛ فلا وجه لتلك الكراهة ! لكن الزيادة المذكورة تؤكد - كما ذكرنا - بطلان الحديث ؛ إذ إنه قد ثبت أن معاوية رضي الله عنه خطب على المنبر ، فلم لم يقتلوه إن كان رسول الله صلي الله عليه وسلم قد قاله ؟! وسيأتي قول ابن عدي الذي نقله عنه السيوطي بهذا المعنى قريباً إن شاء الله تعالى . والطريق الأخرى : عن مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد به . أخرجه ابن عدي (397/ 2) من طريق بشر بن عبدالوهاب الدمشقي حدثنا محمد بن بشر : حدثنا مجالد ... وقال : قال ابن بشر : فما فعلوا ! وقال ابن عدي عقبه : "لا أعلم يرويه عن أبي الوداك غير مجالد ، وعنه ابن بشر . وقد رواه غير ابن بشر عن مجالد . ومجالد له عن الشعبي عن جابر أحاديث صالحة ، وقد روى عنه غير الشعبي ، ولكن أكثر روايته عنه ؛ وعامة ما يرويه غير محفوظ" . قلت : وحال مجالد في الضعف ؛ نحو علي بن زيد بن جدعان . وقد ساق حديثهما هذا ابن الجوزي في "الموضوعات" ، وقال : "مجالد وعلي ؛ ليسا بشيء" . وأقره السيوطي في "اللآلىء" (1/ 221) ، وكذا ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (2/ 8) ، ولكنه استظهر أن الآفة ممن دون مجالد ، وهذا محتمل بالنسبة لهذه الطريق ؛ فإن بشر بن عبدالوهاب الدمشقي ؛ الظاهر أنه بشر بن عبدالوهاب الأموي الذي اتهمه الذهبي بوضع حديث مسلسل العيد . وأما الطريق التي عناها ابن عراق - وهي التي ساقها ابن الجوزي - ؛ فهي عنده من رواية ابن عدي أيضاً : أنبأنا علي بن العباس : حدثنا علي بن المثنى : حدثنا الوليد بن القاسم عن مجالد به . قلت : فهذا الإسناد ليس فيه من هو أولى بتعصيب الآفة من مجالد ؛ فإن الوليد بن القاسم - وهو الهمداني الكوفي - ؛ وثقه أحمد ، وابن عدي ، وابن حبان . وقال ابن معين : "ضعيف الحديث" . وأورده ابن حبان في "الضعفاء" أيضاً ! فقال : "انفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات ؛ فخرج عن حد الاحتجاج بأفراده" ! وقال الحافظ : "صدوق يخطىء" . وعلي بن المثنى - وهو الطهوي - ؛ روى عنه جماعة من الثقات ، وذكره ابن حبان في "الثقات" . لكن أشار ابن عدي إلى ضعفه ؛ كما في "التهذيب" . وقال في "التقريب" : "مقبول" . وعلي بن العباس : هو المقانعي ؛ كما في ترجمة ابن المثنى من "التهذيب" ، وقد أورده السمعاني في هذه النسبة . وقال : "يروي عن محمد بن مروان الكوفي وغيره ، روى عنه أبو بكر بن المقري ، ومات بعد شوال سنة ست وثلاث مئة" . فهو من الشيوخ المستورين . والله أعلم .
2-
وأما حديث ابن مسعود ؛ فيرويه عباد بن يعقوب : حدثنا الحكم بن ظهير عن عاصم عن زر عنه مرفوعاً . أخرجه ابن عدي (ق 67/ 1) ، وعنه ابن عساكر : أخبرنا علي بن العباس : حدثنا عباد بن يعقوب به . ساقه ابن عدي في جملة أحاديث مستنكرة للحكم بن ظهير . وقال : "وللحكم غير ما ذكرنا من الحديث ، وعامة أحاديثه غير محفوظة" . وروى عن ابن معين أنه قال فيه : "ليس بثقة" . وفي رواية عنه : "كذاب" . وقال ابن الجوزي : "موضوع . عباد رافضي . والحكم متروك كذاب" . وأقره السيوطي ؛ وابن عراق .

جميع الحقوق محفوظة للاخ منهاج السنة ابو ابات 2012-2013 | جميع المواد الواردة في هذا الموقع حقوقها محفوظة لدى ناشريها ; فهـرس الـموقــع | سياسة الخصوصية